أحمد عادل :: بتاريخ: 2009-03-03
كد المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات أثناء استعراضه للحسابات الختامية للموازنة العامة للدولة لعام 2007 – 2008 أمام مجلس الشعب أمس أن الرئيس مبارك لم يجد مفرا من التدخل المباشر لمواجهة سلسلة من الأخطاء في عمل عشرات الأجهزة الحكومية
وقال الملط " المناصب ضريبة يدفعها الكفء وليس ميزة يختص بها المقربون و هناك بعض المسئولين بالدولة لا يأخذون الأمور الحياتية للناس بالجدية المطلوبة و يتخذون قرارتهم بناء على ما يعرض عليهم من تقارير مكتوبة دون معايشة الواقع "
وأكد الملط أن هناك أزمة ثقة بين المواطنين وبين الحكومة مرجعا ذلك إلى التصريحات الوردية التي ترد على لسان بعض الوزراء والمحافظين دون ان يتحقق منها إلا النذر اليسير مشيرا الي ان بعض المسئولين لجأوا إلى التعتيم الإعلامي وإنكار حدوث الأزمات في بدايتها ورفضوا الاعتراف بوجود أي خلل أوالتقليل من شأن الحدث
واتهم الملط الحكومة بسوء معالجة الأزمات والكوارث وأضاف:" مرت بهذه الحكومة أزمات وكوارث وحوادث كثيرة منها أزمة الخبز وصخرة الدويقة و فشل المسئولون في تبرير هذه الأزمات وتركوها تتفاقم برغم وجود مؤشرات كثيرة تنذر باقترابها"
وتطرق الملط إلى العديد من وقائع الفساد وإهدار المال العام واستخدام جانب كبير من أموال بعض الصناديق والحسابات الخاصة في غير الأغراض التي أنشئت من أجلها بالمخالفة لأحكام القانون وصرف هذه الأموال على الدعاية والإعلان ونشر التهاني والتعازي
وقال:" إن هناك ملاحظات عديدة واردة في التقرير منها عدم الاستفادة من آلاف الوحدات السكنية التي تم الانتهاء من تنفيذها منذ فترات طويلة وتعثر بعض المشروعات الممولة بقروض من بع الصناديق والحسابات الخاصة وتوقف البعض منها"
وطالب الملط باصدار قانون جديد للإدارة المحلية لمواجهة التسيب الذي يصل إلى حد الفساد في قطاع الإسكان والبناء
وحول المديونية الخارجية على مصر أكد الملط أنها تصل إلى 33.9 مليار دولار في 30 -6 2008 وبما يعادل 180.04 مليار جنيه بزيادة 4 مليار دولار في حين بلغ الدين الداخلي نحو 666.9 مليار جنيه بنسبة 74.4 %من الناتج المحلي الإجمالي
واكد أن متوسط نصيب الفرد في الداخل والخارج من صافي الدين العام الداخلي يبلغ نحو 8527 جنيها عام 2007 – 2008
وقال الملط :" هناك زيادة مستمرة وكبيرة في صافي رصيد الدين العام الداخلي ونسبته تعد أعلى النسب بين الدول العربية والأجنبية و هذا الأمر يتطلب حلولا حاسمة تكفل السيطرة على هذا الدين"
وأكد الملط أن عبء خدمة الدين العام الحكومي الداخلي والخارجي بلغت نحو 58.6 مليار جنيه بزيادة بلغت 5.1 مليار جنيه عن العام المالي السابق
وكشف الملط عن استمرار وارتفاع قيمة العجز في الميزان لتجاري مع الدول العربية والأوروبية فضلا عن ارتفاع معدل التضخم
وكشف أيضا عن ارتفاع الأسعار للسلع والخدمات طبقا للنشرات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء بنسبة 12.4% وقال للأسف الحكومة لم تستطع السيطرة على ارتفاع الأسعار ولم تنجح في ضبط الأسواق ومواجهة ظاهرة تهريب السلع وإغراقها بالعديد من المنتجات المجهولة المصدر
و أكد الملط علي تدني مستوى الرعاية الصحية للمواطنين و مستوى التعليم بالمؤسسات التعليمية الحكومية بسبب عدم وجود رؤية قومية ينفذها الوزراء فضلا عن تخلف النظام التعليمي الجامعي
و نفى الملط أن يكون ذهب إلى أي مسئول في مقر أي حزب من الأحزاب السياسية وقال أن ما حدث كان في مقر إحدى لجان مجلس الشعب ويكفيني دعم الرئيس مبارك و أعتبر الموضوع منتهيا عند هذا الحد
ومن ناحية أخرى اختفى من جلسة أمس أي نوع من التراشق اللفظي بين الملط وغالي وعز . فيما لم يتعد رد وزير المالية دقيقة واحدة قال فيها أن له عتاب وحيد على المستشار الملط من ناحية أنه لو كان وزع علينا-اى الحكومة- البيان الذي ألقاه قبل مناقشة الحساب الختامي قبل مناقشته في لجنة الخطة والموازنة لكانت تفاديت الكثير وأوضحت الكثير وغادر غالي القاعة بمجرد أن انتهى من كلمته فيما بقى وزير الدولة للتنمية الاقتصادية
وهاجم نواب المجلس وزير المالية لخروجه من القاعة وعدم حضوره للاستماع لملاحظاتهم ونادى مصطفى بكري على وزير المالية مطالبا إياه بالبقاء واعتبر خروجه من المجلس عدم احترام للنواب
ورد الدكتور سرور مؤكدا أن وزير المالية استأذن منه لظروف صحية
وطالب سرور جمال زهران بعدم إشعال الحرائق والاعتماد على ما ينشر في المضابط وليس في الصحف التي تريد إشعال الحرائق
كما طلب من مصطفى بكري أن يكون هادئ في كتاباته وحنينا في ملاحظاته داخل المجلس
المشاركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق